قال شقيق: فجلست في حلق أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فما سمعت أحد يرد ذلك عليه، ولا يعيبه].
* في هذا الحديث من الفقه جواز أن يذكر الرجل فضل نفسه إذا غفل عن قدره ليحض الناس على التعلم منه والتحمل عنه.
* وقوله: (على قراءة من تأمرونني أقرأ؟ لقد أخذت من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعًا وسبعين سورة) فإنه صادق في ذلك إلا أن الذي وقع عليه الإجماع وشهد به أربعة من الرجال الذين عددهم الغاية في البيان، وأقره الخلفاء الراشدون هو الحق، وإذا خالف عبد الله شيئًا منه في بعض الحروف كان الرجوع إلى ما شهد به الأكثر، إذ الواحد فد يجوز عليه الخطأ والنسيان وغير ذلك ما يجوز.
* وقوله: (لقد علم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني من أعلمهم بكتاب الله) فهو صادق في ذلك، وهذا قول عالم إلا أنه احترز بقوله (من أعلمهم) ولم يقل أنا أعلمهم.
*وقوله: (لو أعلم أن أحدًا أعلم مني لرحلت إليه) يدلك على أن المتعين على العالم إذا أشير إليه وتفرد في علمه فبلغه أو (137/ أ) إذا عرف أن عالمًا أعلم منه في ذلك العلم الذي أشير إليه هو فيه كان المتعين عليه أن يرحل إليه ويستفيد منه، فيزداد بذلك علمًا إلى علمه. وليعرف الناس باستحقاق العالم بالقصد له فيصرفهم إليه.
*وقول شقيق: (فجلست في حلق أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فما رأيت أحدًا يرد ذلك عليه ولا يعيب عليه) فإنه قول صدق فإنه لم يقل إلا قول عالم محترز في قوله فلا يعيبه عليه محق.