[وفي رواية لمسلم قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني عالجت امرأة في أقصى المدينة. وإني أصبت منها ما دون أن أمسها فأنا هذا فاقض في ما شئت: فقال له عمر: لقد سترك الله، لو سترت على نفسك، قال: ولم يرد النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، فقام الرجل فانطلق فأتبعه النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا، فدعاه وتلا هذه الآية عليه: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين} فقال رجل من القوم: يا نبي الله هذا له خاصة؟ قال: (بل للناس كافة)].
*في هذا الحديث ما يدل على شدة ورع هذا الرجل الذي اختلف في اسمه على ثلاثة أقوال: أحدها، أنه عمرو بن غزية أبو حية الأنصاري، قاله ابن عباس. والثاني: عامر بن قيس الأنصاري، قاله مقاتل. والثالث: أبو اليسر كعب بن عمرو، وذكره أبو بكر الخطيب.
فلما جرى على هذا الشخص من مصيبة الله عز وجل ما جرى اختار الإعلان بحاله، وآثر سؤال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صورة أمره وتسليمه إليه نفسه ليقضي فيها بما شاء.