عز وجل حتى يرى كأن ذنوبه ذباب أطاره بيده عنه لا لخفة ذنوبه، ولكن لخفة إيمانه في نفسه.

* فأما الحديث المرفوع: فإنه من أعظم ما حض وحث وبعث الآبقين على حسن العود وتلاقي الفارط، والفزع إلى التوبة، فإن الذي ذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من موقع التوبة عنده سبحانه وتعالى دليل كرمه، وآية (130/ أ) جوده، وأنه يسره سبحانه وتعالى أوبة عبده حتى يبلغ ذلك السرور مقدارًا لا يمكن أن تنتهي المعرفة إليه إلا بأن لا يزال العبد تائبًا إلى الله تعالى راجعًا إليه مقلعًا عن كل ما لا يصلح في معاملته إلى ما يصلح من مقتضى أمره وكريم وصاياه، فإنه تتوالى عنده المسار بالعبادات، وتتتابع إليه الأفراح بالطاعات؛ كما يسر ربه سبحانه بتتابع توباته وموالاة إنابته.

* وهذا في حق من يتوب مقبلًا بعد إعراض فكيف إذًا من يتوالى إقباله ويتتابع إحسانه.

* الدوية منسوبة إلى الدو، وهي المفازة والقفر التي تخاف فيها الهلاك.

-256 -

الحديث الثاني والثلاثون:

[عن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015