* في هذا الحديث دليل على أن كثرة شحم البطن مظنة قلة الفهم، ومن قلة فهم هؤلاء أنهم شبهوا الله تعالى بخلقه من أنه يسمع جهر الأصوات دون سرها؛ ولذلك قال قائلهم: إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا، ثم لجهله أيضًا علقه بأن الشرطية وموضع الاحتجاج عليهم من آية هو قوله (129/ أ) سبحانه: {ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرًا مما تعملون} فأخبرهم بأنه سبحانه وتعالى يعلم، والعلم محيط بما يسمع وما لا يسمع، فكان قوله سبحانه (يعلم) ها هنا، أبلغ من السمع، (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم)، أي أهلككم جهلكم بالله سبحانه في تشبيهكم إياه بخلقه، وإنما أتوا من قبل التشبيه؛ لأنهم قاسوا سمع الله سبحانه على سمع الآدمي الذي يسمع الجهر دون السر.
-254 -
الحديث الثلاثون:
[عن عبد الله قال: أتيت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك، فمستنه بيدي، فقلت: إنك لمتوعك وعكًا شديدًا، قال أجل، أوعك كما يوعك رجلان منكم، فقلت: بذلك إن لك أجرين. قال: (أجل، ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها].
* في هذا الحديث جواز أن يخبر الرجل بشدة ألمه لقوله: (أوعك كما يوعك رجلان).