والحواجز فإن لم يكن لكله كان لبعضه. وأما القمر فهو في كبد السماء مرتفع عن نيل أهل الدنيا فكان انشقاقه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الآيات التي تدل على شرفه وكرمه على الله تعالى، كما أن انفجار الماء من بين أصابعه أفضل من انفجار الماء من الحجر لموسى عليه السلام؛ لأن الحجارة قد تنفجر منها الأنهار ولم تجر العادة أن ماء ينفجر من بين أصابع بشر إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
* وفيه أيضًا أنه انشق انشقاقًا ظاهرًا حتى حال الجبل بين فلقيه حتى لا يمكن أحدًا أن يجحد ذلك ولا يناكر فيه.
* وقد روى هذا الحديث من الصحابة عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك فانضموا إلى ابن مسعود؛ فصاروا أربعة فبلغوا الغاية في البينات، وهذه بينات عند المتأخرين وإلا فالحاضرون كلهم شهدوا ذلك.
-253 -
الحديث التاسع والعشرون:
[عن عبد الله، قال: اجتمع عند البيت ثلاثة نفر: ثقفيان وقرشي أو قرشيان وثقفي كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم، فقال أحدهم: أترون الله يسمع ما نقول، فقال الآخر: يسمع، إن جهرنا، ولا يسمع، إن أخفينا، وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا، فأنزل الله سبحانه وتعالى: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم}]