يوم أصيب، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه خبرهم يوم أصيبوا)].
* في هذا الحديث من الفقه: ما يظهر (109/ب) حكمة الله البالغة بأن يلهم رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يبعث مثل هؤلاء الرهط فيكتب لهم الشهادة، ويعودوا قدوة لمن يأتي بعدهم إلى يوم القيامة، في امتناع عن امتنع عن النزول على حكم مشرك، وصبر من صبر لما غدر به الكفار، فكل هؤلاء قدوة بصورة حالة؛ ليكون الامتناع عن النزول على حكم مشرك رضي بتعجل الشهادة إلى يوم القيامة، أيضًا سائًغا غير مكروه ولا محظور اقتداء بعاصم بن ثابت؛ وليكون النزول على حكم المشركين رضى بعهدهم وأمانهم مباحًا اقتداء بخبيب بن عدي رضي الله عنه، وليبتلي الله عباده المؤمنين بمثل هذه الحادثة؛ ليميز الله من ثبت إيمانه عندها ممكن يضطرب قلبه، ويتبع وساوس الشيطان.
* وفي قوله: كيف يرسل هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - قومًا تكون هذه عاقبتهم؟ وإنما كان ذلك بحكم من الله سبحانه، منها: أن يكشف الله بهم المنافقين حول نبيه - صلى الله عليه وسلم -، مع فوز من فاز بالشهادة مكتوبًا له أجر من اقتدى به في عمله.
* وفيه أيضًا من الفقه: ألا يجاز المشرك في ولد له، صغيرًا أو غير ذلك، وإن كانوا هم يحاربون المسلمين؛ لأن خبيبًا لم يؤد الطفل مع قدرته على أذاه.