وروحوا، وشيء من الدلجة، القصد، تبلغوا)].
*اليسر ضد العسر، ومعنى ذلك أن التيسير عند التعليم، وعند الإخبار، وحمل على اليسر على أسر محامله، وأحسن وجوهه، وهو الدين؛ إذ ذلك تأنيس للخلق، وتسهيل على العباد، فيكون قدر التأليف ولقاحاً لتكثير سواد المسلمين، وعلى ضده التعسير لما فيه من التنفير.
*وقوله: {ولن يشاد هذا الدين}، أي يغلبه، يعني به من يتعمق متشدداً على نفسه وشارعاً بذلك للناس ما لم يشرعه الله؛ كالذين يواصلون الصيام المنهي عنه، ويتجوعون الجوع الذي يضعفون به قواهم، ويهجرون اللحم والنساء وغير ذلك مما أباحه الله لعباده من طيبات الرزق، فعني بقوله: لن يشاد الدين، أن الذي يشاد الدين يعود كالخصم له، فهو يريد أن يغلبه بنعمه، فأخبر أن الدين هو الغالب، وأن العاقبة له والمرجع إليه.
*وقوله: {فسددوا}:التسديد: التصويب، مأخوذ من تسديد السهام إلى الأغراض، أي كونوا حراصًا على إصابة الحق ومتابعة الرسول، فإن لم تقدروا على ذلك فقاربوا ذلك، لأنه بدأ بالتسديد ثم أتبعه بالمقاربة، ثم أتبع ذلك بالبشرى (100/أ) لمن سدد وقارب.
*وقوله: {واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة}، فقد جعل - صلى الله عليه وسلم -