الآخرة غاية، والأعمار طرقًا تسلك إلى الغاية، فكأنه قال: استعينوا على قطع هذا الطريق بالغدوة والروحة، إذ كل مسافر على المعهود إنما يقطع سفره بغدوة وروحة، فأراد صلى الله عليه وسلم كونوا في سيركم إلى الآخرة بقطع الأعمار على المعهود من سير جماهير المسافرين، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: (وشيء من الدلجة) وشيء نكرة، فأراد: ليكن في سيركم هذا شيء من الدلجة أحيانًا والدلجة: سير الليل، وذلك غير مؤقت بتوقيت الفرائض.

*وقوله: (القصد القصد):أي: عليكم بالقصد تبلغوا، محذوف النون في جواب الأمر.

-2198 -

الحديث الخامس والثلاثون:

] عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه) [.

*هذا الحديث قد سبق في المتفق عليه من مسند أنس، وقد شرحناه هنالك، إلا أن نشير إليه هاهنا؛ حرصاً على تكرير ذكر ثواب صلة الرحم، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه، يشير بهذا إلى أن صلة الرحم يكون من ثوابها بسط الرزق وتطويل العمر، لأنه أتي (بأو) التي تأتي للتخيير، يعني: أنه أي هذين اختار فهو حاصل له، وليس هذا مما يدل على أنه إذا كانت رغبته في أن الأجر أحدهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015