وقول الله عز وجل: {دونك يا ابن آدم، فإنه لا يشبعك شيء، فإن الذي أراه فيه كالتعليم له أن لا يشبع، والمراد: لا يقنع من الفضل، ولا يقتصر في الطلب، وليس كما سبق إلى الأوهام أنه على معنى الزجر له عن الطلب.

*وأما قول الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشيًا وأنصاريًا، فإنه عني بذلك أن أهل الزرع قد كانوا يعانونه في الدنيا هم الذين يعرفون منه ما ينعم به عليهم، وأما أهل البوادي فإنهم ليسوا أهل زرع.

*وهذا يدل على أنهم أهل كل عمل يبلغون فيما يبلغون الجنة إلى غاية من أمانيهم، حتى ما كانوا يكابدون فيه من هذه الدنيا أن يرده في الآخرة عفواً صفواً بغير مكابدة.

-2186 -

الحديث الثالث والعشرون:

] عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (بينما أيوب يغتسل عرياناً خر عليه رجل جراد من ذهب، فجعل يحثي في ثوبه، فناداه ربه: يا أيوب، ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى وعزتك، ولكن لا غنى بي عن بركتك) [.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015