-2185 -

الحديث الثاني والعشرون:

] عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (كان يتحدث-وعنده رجل من البادية- أن رجلًا أستأذن ربه في الزرع؟ فقال له: ألست فيما شئت؟ قال: بلى، ولكني أحب أن أزرع، فبذر، فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده، فكان أمثال الجبال، فيقول الله: دونك يا ابن آدم، فإنه لا يشبعك شيء، فقال الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشياً أو أنصارياً، فأنهم أصحاب زرع، فأما نحن: فلسنا بأصحاب زرع، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)].

*في هذا الحديث من الفقه: ما يدل على أن الجنة في إخراج الحسرات من القلوب ونيل المشتهيات، وإن لطف الله عز وجل يبلغ بعباده وانبساطهم في كرمه يصل إلى أن يعودوا على مثل اللاعبين لغير حاجة؛ فإن هذا الرجل طلب أن يزرع في الجنة على مثل ما كان يزرع في الدنيا للحاجة إليه مع صبر فانتظار لإدراكه وحصاده ونفسه فيه فبلغ من ذلك ما أراد به نفسه، بحيث يكمل له ما أراد من تضاعف الريع وحسن الزرع يقوى الانتظار والتوقع الذي كان لا يشتهي، ألا ترى إلى قوله عليه السلام: فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده (96/أ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015