زوجته.
*وفيه أيضًا دليل على جواز التوصل في تسكين الأطفال وتعليلهم، مع أخذ زادهم في مثل هذه الحالة النادرة تغنمًا لسده الحاجة الشديدة؛ فإن هذا الرجل بلغ منه الجهد؛ وليس كل ضيف يكون مثل هذا.
*وفيه أيضًا من التوفيق أن هذا الرجل جمع بين توفير الزاد على الضيف مع التوصل (48/أ) في تطييب نفس الضيف؛ إذ أمر امرأته لعتم المكان إذ لو قد كان المصباح يقد حتى رأى امتناعهم من الطعام توفيرًا عليه إذ لم يتعد أن يتكدر قلبه.
*وفيه أيضًا ما يدل على أن الله تعالى جعل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصولًا في عمارة الطرق كلها، يقتدى بهم، فإن فعل هذا الأنصاري مما قل فيما سمع أن أحدًا سبقه إليه أو لحقه فيه، وهو في معنى قوله: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}.
-2081 -
الحديث الثالث والأربعون بعد المائتين:
[عن أبي هريرة قال: (ما عاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا قط، كان إذا اشتهى شيئًا أكله، وإذا كرهه تركه).
وفي رواية: (ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاب طعامًا قط، كان إذا اشتهاه أكله