فانطلق به إلى رحله، ثم ذكره نحوه)].

*في هذا الحديث من الفقه: أن لفظه الجهد، لا تستعمل في الأكثر إلا في حالة المرض، وعلى هذا يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد رأى علاج المريض: إطعامه الطعام، فيكون هذا الحديث دالًا على خلاف ما يذهب إليه المتنطعون في التداوي، من أنهم يحمون المجهود الطعام، وهذا ما لا أراه في كل مرض؛ بل إنما يكون الامتناع من الطعام دواء لمن داؤه الامتلاء، أو يكون هضمه قد ضعف، فينبغي أن يوفر القوى الهاضمة بالتجويع إلى أن تهضم ما كانت ضعيفة عن هضمه، وأما باقي الأمراض فلا أعلم أنه يصلح فيها قطع الغذاء، وقد جربت هذا مرارًا.

ويجوز أن يكون المراد بقوله في الحديث: إني مجهود، أن الجوع قد بلغ منه الجهد فأمرضه.

*وفيه أيضًا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يعرض لغيره، حتى ذكر نساؤه رضي الله عنهن خلو بيوتهن من قوت؛ فحينئذ قال: من يضيف هذا الليلة؟

*وفيه أيضًا دليل على جواز أن يضيف الرجل الرجل، وليس عنده إلا قوت صبيانه، ولا يكره ذلك له إلا أن يستمر فيضر بأهله؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: (لقد عجب الله من صنيعكما الليلة).

*وفيه دليل على أن الرجل قد لا يعلم ما في بيته كذلك، تفويضًا لذلك إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015