تسمي القصيدة كلمة، فتقول قلت في كلمتي كذا، كما يعنون القصيدة.
ويجوز أن يكون معنى قوله: (خفيفتان على اللسان): أن كل كلمتين من هاتين الجملتين خفيفة على اللسان.
* وأما قوله: (حبيبتان إلى الرحمن)؛ فلأجل أنهما جمعتا بين التنزيه والتعظيم، فالتنزيه: ناف لكل ما لا يجوز، والتعظيم: لكل ما لا يجب.
-2076 -
الحديث الثامن والثلاثون بعد المائتين:
[عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم أجعل رزق آل محمد قوتا).
وفي رواية: (كفافًا)].
* في هذا الحديث من الفقه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن من الرزق ما يكون بلغة ولا يعوز ولا يفضل؛ لأن الكفاف ما كان مبلغًا المحل غير قاصر فيشغل بفضول أو معوز فيشغل في تحصيله وعلى أن هذا الدعاء هو الكفاف الحاصل لم يكون من الرزق لسائر أهل الدنيا، فإنه لا يحصل لكبر إنكار سوى قوته؛ وللذي يتقي الفتن من الدنيا وقد قاسى (45/ب) شيء مما قدر له عن كفاية فثبت أن الفاضل عن القوت فيه إشغال، وقد أجاد أبو الطيب حين يقول:
ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته .... ما فاته وفضول العيش إشغال