-2075 -
الحديث السابع والثلاثون بعد المائتين:
[عن أبي هريرة، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)].
* في هذا (45/أ) الحديث أن الكلم في الميزان لا يكون عن كثرة حروفها ولكن عن عظم معناها؛ فإن (سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، إنما ثقلتا في الميزان من حيث إن معناهما أجل عظيم؛ لأنهما تسبيح الله وحمده على تسبيحه في إقرار بأن تسبيحه إنما كان بتوفيقه، ثم تعظيم الله سبحانه بعد تجديد تسبيحه، والتسبيح هو التنزيه وقد تقدم ذكره.
* وقوله: (خفيفتان على اللسان)، أي من حيث النطق، ومن حيث اتساق الحروف؛ فإن الحروف من النون إلى الهمزة، ومن الهاء إلى الواو وإلى السين، وإلى اللام الساكنة سهل لأنه يتناسب في المخارج ويتقارب، بخلاف خروجك من صاد إلى كاف، أو خروجك من كاف إلى جيم، أو من باء إلى زاي، فإن هاتين الكلمتين نزية من التكلف.
* وأما قوله: (كلمتان) وهي كلمات، فالمعنى: أنهما جملتان، والعرب