-2074 -
الحديث السادس والثلاثون بعد المائتين:
[عن أبي زرعة قال: دخلت أنا وأبو هريرة دار مروان، فرأى فيها تصاوير -وفي حديث جرير- دار بالمدينة تبتنى لسعيد أو لمروان، فرأى مصورًا يصور في الدار، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب بخلق خلقًا كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة).
وفي حديث عبد الواحد بن زياد نحوه، وزاد: ثم دعا بتنور من ماء، فغسل يديه حتى بلغ إبطه، فقلت: يا أبا هريرة: أشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: نعم منتهى الحلية].
* في هذا الحديث ما يدل على تحريم الصور، وقد سبق ذكر ذلك، ولما صور هؤلاء صول الأجسام عاجزين على أن يخلقوا ذرة أو حبة أو شعيرة، فإنما يصنعون أصنامًا مجردة، فكانوا في المعنى أقبح ممن يعبد الأصنام من وجه؛ لأنهم يعملون الأصنام التي يعبدها من يعبدها، فلذلك اشتدت جريمتهم، وعظمت خطيئتهم.
* وقول أبي هريرة: منتهى الحلية، معناه: أن الحلية في الآخرة تبلغ إلى حيث يبلغ الوضوء من الأعضاء.