كحالة أمر سراقة في سفر الهجرة، فساخت قدما فرسه، وأتبعها دخان حتى استغاثه، فدعا له فانطلقت الفرس، ودعاؤه على ابن أبي لهب أن يسلط عليه كلبًا من كلابه، فأجيبت، ولو ذهبنا إلى تعديد ذلك لطال جدًا.
* وأما الأفعال التي جرت على يده - صلى الله عليه وسلم - خارقة للعوائد مظهرة للإعجاز فكثيرة جدًا، قد تقدم (41/أ) منها ما تقدم، ومنها أن أبا قتادة بدرت عينه فسقطت فردها عليه السلام بيده، فكانت أصح عينيه وأحسنهما.
وتفل في عين علي وهو أرمد فصح من وقته.
وأصيب رجل عبد الله بن عتيك فمسحها بيده، فبرئت من حينها إلى غير ذلك من آياته ومعجزاته المشهورة المنقولة نقل التواتر.
* فأما صفته - صلى الله عليه وسلم -، فهي إذا تؤملت تشهد له أنه - صلى الله عليه وسلم - رسول الله حقًا:
فإنه - صلى الله عليه وسلم - لا يختلف اثنان أنه نشأ أميًا في قوم أميين، معروف منشأه ومولده، وأبوه وأمه، وأجداده وجداته، وأنه كان فقيرًا أميًا لا يقرأ ولا يكتب، يرعى الغنم على قراريط يتقوتها، لم يرحل قط عن قومه إلا مرتين معروفتين: أحدهما مع عمه وهو صبي إلى الشام، فرده عمه من الطريق قبل أن يبلغ الشام.
والثانية: مع جماعة من قومه حتى بلغ إلى الشام، وانصرف، فعلمه الله سبحانه الكتاب والحكمة، وأخبار الأولين والآخرين، ومحاسن الأخلاق، وكرائم الأوصاف، وحميد الطرائق، وصالح الشيم، وآتاه جوامع الكلم،