أكثر من ثمانين رجلًا من أقراص شعير حملها أنس في يده، ومرة أهل الجيش كله من تمر يسير حملته بنت بشير في يدها، فأكلوا حتى شبعوا من ذلك وفضل لهم.
ونبع الماء من بين أصابعه - صلى الله عليه وسلم - فشرب أهل العسكر كلهم، وهم عطاش، وقد بينا أن انفجار الماء من بين الأصابع أبلغ وآكد في المعجزة من انفجاره من بين الأحجار، وتوضؤوا من قدح صغير ضاق أن يبسط يده - صلى الله عليه وسلم - وضوؤه فيه.
وأهرق - صلى الله عليه وسلم - وضوءه في غير تبوك ولا ماء فيها.
ومرة يوم الحديبية في البئر المعروفة هناك فحاشا بالماء الرواء حتى شرب من غير تبوك أهل الجيش وهم ألوف، يقاربون ثلاثين ألفًا، لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يجتمع له في غزاة ما اجتمع له في غزوة تبوك حتى قيل: إنهم ثلاثون ألفًا، وبالجملة فهم ألوف كثيرة، وشرب من بئر الحديبية ألف وخمسمائة؛ ولم يكن فيها قبل ذلك ماء.
ورمى - صلى الله عليه وسلم - الجيش بقبضة من تراب فعمت عيونهم، ونزل القرآن العظيم بذلك في يقوله عز وجل: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}.
وأبطل الله الكهانة بمبعثه فعدمت، وكانت ظاهرة موجودة. وحن إليه الجذع الذي كان يخطب عليه لما عمل له منبره، حتى سمع أصحابه والحاضرون كلهم صوته.