سبحانه: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا}، {وما كنت بجانب الغربي}، فكان ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - بما أنزل في التوراه بتلك اللغة بهذه اللغة حتى قال سبحانه: {أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل}.

* ومن معجزات القرآن وعجائبه: فصاحته، فمن ذلك قوله: {الم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه}، وقد اشتملت هذه الحروف على علوم جمة منها: أن الألف إذا أتى به أولًا، فكانت همزة، وهي أول المخارج من أقصى الصدر، لأن أصول المخارج للحروف ثلاثة، وهي الحلق، واللسان، والشفتان، فلما كان أول مخارج الحلق الهمزة، ومعتمد مخارج اللسان اللام، وآخر الحروف مخرجًا الميم، وهي التي ينطبق عليها الفم، كان في التنزيل هذا الترتيب، إشارة إلى هذه الحروف معتمد المخارج الثلاثة التي يكون منها ستة عشر مخرجًا التي يخرج منها تسعة وعشرون حرفًا، وهي يدور عليها كلام الأولين والآخرين، ترتيبها ألف لا ميم، فتبارك الله رب العالمين.

* ومن معجزات القرآن: (طس)، فإن هذين الحرفين وهما: الطاء والسين، اقتسما صفات الحروف كلها، فإن أقسام الحروف عشرة، وهي: مجهور، ومهموس، وشديد، ورخو، وعال، ومستفل، ومطبق، ومنفتح، وصفيري، ومعرى.

فأما الطاء: فجمعت خمس صفات، ليس في الحروف ما يجمع الخمس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015