تلامت واستتمت، ومشيت فيها ريح، ثم نهرت ودرت، فو الله مابرحوا حتى اعتلوا الجدار، وقلصوا المآزر، وطفق الناس بالعباس يمسون أركانه، ويقولون: هنيئًا لك ساقي الحرمين.

وقال عمر: هذا والله الوسيلة إلى الله والمكان منه.

وفي رواية: ثم نزل فتراءى الناس طرة في مغرب الشمس فقالوا: ربنا هذا، قال: وما رأينا قبل ذلك من قرعة سحاب أربع سنين، قال: ثم سمعنا الرعد ثم انتشرت ثم أمطرت، فكان المطر يقلدنا في كل خمس عشرة قلد الزرع، حتى رأيت الأرنبة خارجة من خفاق العرفط يأكلها صغرى الإبل.

فقال الشعراء في ذلك فأكثروا، فمنهم شاعر بن هاشم؛ حيث قال: (29/ب).

رسول الله والشهداء منا .... والعباس الذي فتق الغماما

وقال ابن عفيف النضري:

مازال عباس بن شيبة غاية .... للناس عند تنكر الأيام

رجل تفتحت السماء لصوبه .... لما دعا بدعاوة الإسلام

فتحت له أبوابها لما دعا .... فيها بحيد معلمين كرام

عم النبي فلا كمن هو عمه .... ولدًا ولا كالعم في الأعمام

عرفت قريش يوم قام مقامه .... فبه له فضل على الأقوام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015