أنهارًا}.
ثم قال عمر: يا أبا الفضل، (29/أ) قم فادع، فقام العباس وعيناه تنضحان، فطالع العباس، عمر رضي الله عنهما، فقال بعد حمد الله سبحانه والثناء عليه، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه بي القوم لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا بالتوبة، فاسقنا الغيث.
اللهم أنت الراعي، لا تهمل الضالة، ولا تدع الكسير بدار مضعية، فقد ضرع الصغير، ورق الكبير، وارتفعت الشكوى، وأنت تعلم السر وأخفى.
اللهم فأغثهم بغياثك من قبل أن يقنطوا فيهلكوا؛ فإنه لا ييأس من روحك إلا القوم الكافرون.
اللهم إن شفعاء عمن لا ينطق من بهائمنا وأنعامنا.
اللهم اسقنا سقيًا نافعًا وداعا طبقا سحاء عامًا.
اللهم إنا لا نرجوا إلا إياك، ولا ندعو غيرك، ولا نرغب إلا إليك.
اللهم، إليك نشكو جوع كل جائع، وعرى كل عار، وخوف كل خائف، وضعف كل ضعيف.
فأرخت السماء عزاليها، فجاءت بأمثال الجبال، حتى استوى الحفر بالآكام، وأخضبت الأرض، وعاش الناس.
وفي رواية: فنشأت طريرة من سحاب، فقال الناس: ترون، ترون، ثم