كله إيمان فثبت حينئذ أن هذه الصلاة خصلة- وأي خصلة! - من الإيمان، وقد سمى الله عز وجل الصلاة إيمانًا بقوله سبحانه: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي: صلاتكم، قاله أكثر المفسرين.
* الخصلة الحادية عشرة: الزكاة.
وهي أنه لما كان المال قوامًا للآدمي كما قال الله (86/ أ) عز وجل: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيامًا} وكانت النفوس كما أخبر الله عنها، أنها أحضرت الشح، وكان فيما يتعادى الناس فيه، ويتقاتلون عنه، ويزدهون به، ويتنافسون فيه، هو هذا المال، فأخرج المؤمن ما أخرج منه طيبًا بذلك نفسه وتماكيا عليه قلبه، وهو قد يأتي على النفيسة من أمواله، والمرغوب فيها من عباده، فأخرج ذلك راضيًا بإخراجه ومحتسبًا ما عند الله في أدائه، وصارفًا ذلك إلى مصارفه، مما يكون متباعدًا عن مظان التهم فيه، فلما فعل ذلك أشهر بأنه عن إيمان بربه، ويقين استقر في صدره، فأخرج له المال، وأحسن في توخي حسن مصرفه، فكانت هذه الخصلة مؤذنة بأنها من خصال الإيمان.
* الخصلة الثانية عشرة: الصوم.
وذلك أن الصوم لما كان مما لا يظهر عليه آدمي، من حيث أنه تستدام صحته باستدامة النية فيه فكان محضًا في الإيمان، وقد تقدم ذكرنا لما ذكرنا من تمخضه في ذلك في مواضع عدة من كتابنا هذا، فلا يحتاج إلى ذكرها