ثم ذكرت لهم في ذلك بيانًا حررته بعد ذلك، وأوسعت القول لحواشيه، وأنا ذاكره، وهو أنه ذكر لي عن أبي الحسن علي بن عيسى الرماني أنه قال في هذه الآية: إن الله سبحانه حكى لنا سؤال الكفار على فساده فقلت أنا من عندي: إنما حكى الله لنا سؤال الكفار على فساده ليعلمنا وجه القول لجواب السؤال الفاسد، ثم قلت: فما الذي في هذا السؤال من الفساد؟ فنظرت فإذا هو فاسد كما قال، وهو أنهم قالوا: {ما نحن بمنشرين} ثم قالوا: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين} فادعوا دعوى ثم طلبوا الدليل من غيرهم؛ لأنهم قالوا: {ما نحن بمنشرين} وهذه دعوى منهم، فعليهم البينة، أن يقيموها، إنهم ليسوا بمنشرين، فقالوا للمرسلين: (فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين}، ولم يحكوا هاهنا عن المرسلين قولًا يعطفون هذا الكلام عليه، فكأنهم إذا أرادوا أن يقولوا: (ما نحن بمنشرين فأتوا بآبائنا إن كنا كاذبين) فلم يوفقوا لذلك فانفسد سؤالهم به، فقد بان فساد سؤالهم به، فقد بان فساد سؤالهم إذًا.

فلو جاز أن يسوى لسائل فاسد السؤال سؤاله، ويقال: إن معنى هذا أنكم يا معشر المرسلين (79/ ب) تزعمون أنا نبعث بعد الموت {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين}؛ إذ قد عرف ذلك من مذهبكم فيقال: إن إجابة السؤال غير لازمة إلا إنا لو سويناه لهم فالجواب عنه: إن الذي التمسوه دليلًا في المسألة، إنما هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015