*قد تقدم من هذا الحديث كلمات في مسند أنس وغيره.

*وقوله: (أنا عند ظن عبدي بي)، يعني: إنه إن تباعد ظنه فبلغ أقصى مبلغ من الأماني العريضة والآمال الطويلة، فإني عند ظنه كما أنه إن جهلني عبدي فظن في ظنا ضعيفًا فأملني أملا صغيرًا، فلم يتسع أمله لسوء ظنه بجودي، كان الحد الذي انتهى إليه قصور نفسه، هو الذي حبسه عن النيل لما أدركه أهل حسن الظن.

*وقوله: (وإن ذكرني في نفسه)، يدل على أن الذكر ف النفس خير من الذكر في الناس؛ لأن من يذكر الله في نفسه خير ممن يذكر الله في ملأ، إلا أن ذكره في نفسه قد يبدو عليه، ويغلب فيذكره في ملأ؛ فوعده الله أنه يذكر في ملأ خير منهم، وذلك أن يذكره جل جلاله في الملائكة المقربين مثل أن يقول سبحانه: نعم العبد فلان، فلو قد مشى العبد على حر وجهه طول عمره في طاعة الله عز وجل حتى يسمع تلك الكلمة أو حتى يقال عنه في ذلك الملأ؛ لكان ذلك يسيرًا، إلا (96/أ) أن الله عز وجل من على هذه الأمة بالعافية فلا يعرضهم لما لا يطيقونه بل يرفق به ويلطف.

*وأما حديث الضالة فقد سبق في مواضع منها مسند ابن مسعود.

*وقوله: (إذا تلقاني عبدي بشبر). هذه التاء متعلقة بمضمر تقديره شبر من القرب إلى تلقيته بذراع من السعي في معونته أو بشبر من البعد عن ما أكرهه تلقيته بذراع من البعد عن ما يسوؤه، فلما أضمر هذا المذكور ولم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015