فاستدل بذلك على أنهما كذابان يحلان في غير محلهما من جهة أن السوار من حلي النساء، فإذا دلا في يدي رجل فقد كذبا عن المحل الذي عرفا به، فلما طارا بالنفخ وهو أسهل ما يكون من الآدمي، أول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن كذب هادر، لا يؤثر في دينه، وأن نفخه أطارهما، فكان ما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كلامه الحق، ووصاياه الصدق، هي التي اعتمد عليها المسلمون، وتمسك بها المؤمنون حتى قتلوا مسيلمة. وهذا لأن النفخ من حديث يخرج الكلام، فكان هذا التأويل موافقا لما جرى.

*والجريد: سعف النخل، الواحدة جريدة، وسميت بذلك لأنه قد جرد منه الخوص.

*وقوله: (ليعقرنك الله) أي ليهلكنك.

والعنسي اسمه الأسود، وهو صاحب صنعاء، وكان قد ادعى النبوة هو ومسيلمة أيضا.

*وأما قوله: (نحن الآخرون السابقون)؛ فإنه يعني نحن الآخرون زمانًا السابقون يوم القيامة إلى الجنة، وأشار بقوله: (نحن الآخرون)، أن كل مدع النبوة بعدي فهو كاذب.

-1814 -

الحديث الثالث:

[عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال الله عز وجل: إذا تقرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015