*هذا الحديث يدل على كون مسيلمة قد كان يستشف منه كل من رآه منذ كان أنه مبطل لقوله: لو أن جعل لي الأمر بعده لتبعته، وهذا يدل على أنه ليس يوثق بحاله، ومما يدل على صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع كثرة دلائله التي كثرت حصى الأرض ونجوم السماء أنه لما رآه ذا تلبيس وباطل لم يرض أن يجعله في مجعل العمال، فقال: لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، وأشار إلى قطعة من جريد كانت في يده معه، والمعنى إذا كنت لا أعطيك هذه، فيكيف أوليك على الناس.
ومن دلائل نبوة نبينا - صلى الله عليه وسلم - أنه قال له: ولئن أدبرت ليعقرنك الله، فكان كما قال؛ فإنه لما أدبر عن أتباعه عقره الله وقتله.
*وقوله: وهذا ثابت يجيبك عني، يدل على أن الرفيع القدر يترفع عن إجابة سفيه القوم، ومن لا يكون إزاء مقامه فإن ذلك جائز، وأراد أن محلك دون أن أجيبك.
*وقوله: (وإني لأراك الذي: أريت فيك ما أريت) ثم فسره بما روى في الحديث: أريت في يدي سوارين.
وأما اهتمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما رأى في يديه من السوارين، فإنما أهمه ذلك من أجل أن ذلك مما يلبسه النساء. فإذا لبسه الرجال دل على وهن في الحال؛ لأن المرأة ذات وهن، فلما نفخهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطارا، (95/أ)،