(ضمه)، فضممته، فما نسيت شيئًا بعده.
قال شمس الدين الذهبي: احتج المسلمون قديما وحديثا بحديثه؛ لحفظه وجلالته وإتقانه وفقهه، وناهيك أن مثل ابن عباس يتأدب معه ويقول: (افت يا أبا هريرة ...). وأشاف الذهبي: وأين مثل أبي هريرة في حفظه وسعه علمه، لقد كان حفظ أبي هريرة الخارق من معجزات النبوة.
*وقد استعمل عمر بن الخطاب أبا هريرة على البحرين، فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله، وعدو كتابه؟، فقال أبو هريرة: فقلت: لست بعدو الله وعدو كتابه، ولكني عدو من عاداهما، قال: فمن أين هي لك؟ قال: خيل نتجت، وغلة رقيق لي، وأعطيه تتابعت، فنظروا، فوجدوه كما قال.
فلما كان بعد ذلك دعاه عمر ليوليه، فأبى. فقال: تكره العمل وقد طلب العمل من كان خيرا منك: يوسف عليه السلام، فقال: يوسف نبي ابن نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة. وأخشى ثلاثًا واثنتين. قال: فهلا قلت: خمسًا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، وأقضي بغير حلم، وأن يضرب ظهري، وينتزع مالي، ويشتم عرضي.
وهذه الوقائع تدل على صدقة وكريم أخلاقه وشجاعته.