الذي هدم به كل خاطر يعرض من الوسواس فيما بين يدي المسافر وما وراءه. وذكر الإيمان بالمنقلب إلى الآخرة بعد شكر الله على ما أحال له من الدواب التي لم يكن مقرونًا لا يدها أتبع ذلك بأن قال: (أعوذ بك من وعثاء السفر)، وعثاء السفر: هي شدته.

(وكآبة المنظر): سوء الهيئة والانكسار من الحزن، و (المنقلب): هو الرجوع.

*وفي هذا الحديث من الفقه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليغفل عن ربه في حال سفره، ولا في حال قدومه، ولا مقامه ولا ظعنه؛ ولا ليله ولا نهاره، وكان في كل حال من حاله له ذكر يخصه، وهكذا ينبغي لكل مسلم؛ فإن الله تعالى هو الصاحب في السفر، وهو الخليفة في الأهل، والسلامة في السفر منه سبحانه وهذا معنى ما تقدم.

-1515 -

الحديث الثلاثون:

[عن ابن عمر، (أنه أمر رجلًا؛ إذا أخذ مضجعه، قال: اللهم أنت خلقت نفسي، وأنت تتوفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها. اللهم إني أسألك العافية).

فقال له رجل: أسمعت هذا من عمر؟ قال: من خير من عمر، من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015