متفقاً وينبغي أن يكون قعود الطاجنين على خشب السقف بحيث يماسانه، وهذان الطاجنان تحاكي بهما جناحا الدجاجة، ثم يُفرشُ البيت بقفّة تبن ويمهَّد ويُفرش فوقه ضب أو ديس، يعني حصيرا برديا على مقداره سواء، ثم يرصف فوقه البيض رصفاً حسنا بحيث يتماسّ ولا يتراكب لتتواصل الحرارة فيه، ومقدار
ما يسع هذا البيت، المفروض ألفا بيضة وهذا الفعل يسمى الترقيد وإن ضاقت الحضانة تبتدئ وتسد الباب بأن ترسل عليه لبداً مهندماً، ثم تسد الطاقة بساسي والشباك أيضا بساسي وفوقه زبل حتى لا يبقى في البيت منفس للبخار، وتُلقي في الطاجنين من زبل البقر اليابس قفتين وذلك ثلاث ويبات وتوقد فيه نار سراج من جميع جهاته وتهمله ريثما يرجع رمادا وأنت تتفقد البيض ساعة بعد أخرى بأن تضعه على عينك، وتعتبر حرارته، وهذا الفعل يسمى الذواق فأن وجدته يلذع العين قلبته ثلاث تقليبات في ثلاث دفعات تجعل أسفله أعلاه وأعلاه أسفله، وهذا يحاكي تقليب الدجاجة للبيضة بمنقارها وتفقُّدها إياها بعينها وهذا يسمى السماع الأول، فإذا صار الزبل رمادا أزلته وتركته بلا نار إلى نصف النهار إن كان ترقيده بكرة، وإن كان ترقيده من أول الليل حرسته إلى أن تحمي وتسمع النار كالسياقة المتقدمة ثم تُخلي الطاجِنين من النار إلى بكرة، ثم تجعل في الطاجن الذي على باب البيت من الزبل ثلاثة أقداح وفي الطاجن الذي على صدر البيت قدحين ونصفاً، ومدّ الزبل بمرودٍ غليظ واطرح في كلّ منهما النار في موضعين منه وكلما خرَجتَ من البيت بعد تفقده فارخ الستر، وإياك وأن تغفل عنه لئلا يخرج البخار ويدخل الهواء فيفسد العمل، وإذا كان وقت العشاء وصار الزبل رماداً ونزل الدفء إلى البيض، أسفل البيت، فغيِّر الرماد من الطاجن بزبلٍ جديد مثل الأول، وأنت كل وقت تلمس البيض وتذوقه بعينك، فإن وجدت حرارته زائدة عن الاعتدال تلذع العين، فاجعل مكان ثلاثة أكيال لطاجن الباب كيلين وربما، وفي طاجن الصدر كيلين فقط ولا تزال تواصل تغيير الرماد وتجديد الزبل والإيقاد حتى لا ينقطع الدفء مدة عشرة أيام بمقدار ما تكمل الشخوص بمشيئة الله وقدرته، وذلك نصف عمر الحيوان، ثم تدخل البيت بالسراج وترفع البيض واحدة واحدة وتقيمها بينك وبين السراج، فالتي تراها سوداء ففيها الفرخ، والتي تراها
شبه شراب أصفر في زجاج لا عكر فيه فهي لاح بلا بذر وتسمى الأرملة