بأرض مصر فهو السنط وهو ذكي الوقود قليل الرماد، وله برمة صفراء ليس لها رائحة زكية كبرم العراق.
ومن ذلك الفقوص وهو قثّاء صغار لا يكبر ولا يعدو أطوله الفتر وأكثره في طول الإصبع، وهو أنعم من القثاء وأحلى ولا شك في أنه صنف منه وكأنّه الضغاييس، أما القتد فهو الخيار، ويوجد بمصر بطيخٌ يسمّى العبدلي والعبدلاوي، قيل أنه نُسب إلى عبد الله بن طاهر والي مصر عن المأمون.
وأما المزارعون فيسمونه البطيخ الدميري، منسوبا إلى دميرة قرية بمصر له أعناق ملتوية وقشرُه خفيفٌ وطعمه مسخ قلما يوجد فيه حلو، ويندر فيه ما وزنه
ثلاثون رطلا وأكثر، والغالب عليه ما بين رطل إلى عشرة أرطال، وأهل مصر يستطيبونه على البطيخ المولد المسمى عندهم بالخراساني والصيني ويزعمون أنه نافع، ويأكلونه بالسكر وطعمه أشبه شيء بالصنف المسمى بالعراق الشلنق: لكنه ألذّ منه وأنعم وشكله شكل يقطين العراق، إلّا أن لونه حسن الصفرة جدا وفي ملمسه حراشة وتخييش، وصغاره قبل أن تبلغ تكون كلون اليقطين وشكله وكطعم القثاء، لها بطونٌ وأعناقٌ، وتباع بالفقوص وتسمى العجوز، وأخبرني مزارعه أن العادة جارية بأن ينقّى حقله كل يوم، فما يرى مزارعه أن يقطعه صغيراً أخضر قطعه وباعه بالعجور، وما يرى أنه يتركه حتى يكبر ويبلغ ويصفر كان منه البطيخ العبدلي، وقلما تجد في بطيخ مصر ما هو صادق الحلاوة، لكنه لا يوجد فيه مُدوِّدٌ ولا فاسد بل الغالب عليه التفاهة المائية، وجميع أصناف البطيخ بها يباع بالميزان سوى البطيخ الأخضر، وأما البطيخ الأخضر، فإنه يسمّى بالغرب الدلاع وبالشام البطيخ الرنشي وبالعراق البطيخ الرقي، ويسمي أيضا الفلسطيني والهندي، وأما اليقطين الذي يقصره الجمهور على الدباء، فيكون بمصر مستطيلا وفي شكل القثاء ويبلغ في طوله إلى ذراعين وفي قِصَرِه إلى شبر، وأما الباقل الأخضر المُسمّى عندهم بالفول، فإنه يتواصل نحو ستة أشهر، وكذلك الورد والياسمين يدوم جميع السنة ولا تزال شجرته مزهرة، ومنه أبيض وأصفر والأبيض أكثر وأعطر، ومنه يتخذ دهن الزنبق بدمياط خاصة، وكذلك الليمون وإنما يقل ويكثر فقط، والبنفسج بمصر عطِرٌ جدا، لكن لا يحسنون اتّخاذ