بها مردخاى قريباً منه فأراد هامان إصغاره واحتقاره حسداً له، وعزم على إهلاك طائفة اليهود التي في جميع مملكة أزدشير، فرتب مع نواب الملك في سائر الأعمال أن يهلك كل واحد منهم من بعمله من اليهود، وعين لهم يوم الثالث عشر من آذار وخص هذا اليوم دون غيره؛ لأن اليهود يزعمون أن موسى عليه السلام ولد فيه وتوفي فيه وأراد بذلك المبالغة في نكايتهم ليتضاعف الحزن عليهم بهلاكهم وبموت موسى عليه السلام.

فبلغ ذلك مردخاى من بطانة هامان، فأرسل إلى ابنة عمه يعلمها بما عزم عليه هامان في أمر اليهود وحثها على أعمال الحيلة في تخليص قومها من الهلكة، فأعلمت الملك وذكرت له إنما حمله على ذلك الحسد على قربنا منك ونصحنا لك، ومازالت تغريه حتى أمر بقتل هامان وقتل أهله وأن يكتب لليهود بالأمان والبر والإحسان في ذلك اليوم.

فاتخذ اليهود هذا اليوم من كل سنة عيداً وصاموه شكراً لله تعالى، وجعلوا بعده يومين اتخذوها أيام فرح وسرور ولهو وشرب ومهادة بعضهم إلى بعض.

ومن عاداتهم فيه: أن يصوروا من الورق صورة هامان ويملأون بطنها نخالة وملحاً ويلقونها في النار تحترق ويخدعون بذلك صبيانهم 1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015