شَعَائِر الدّين النَّصْرَانِي وطقوسه
غرضنا من هَذَا الْفَنّ أَن نجمع مسَائِل من قَوَاعِد أديانهم ونبين فَسَادهَا وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا على شَيْء فِيهَا بل تركُوا فِيهَا نُصُوص التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَعمِلُوا بِخِلَافِهَا من غير حجَّة وَلَا دَلِيل وَلَقَد كَانَ لنا فِيمَا قدمنَا كِفَايَة أوصلتنا من فضيحتهم وخزيهم إِلَى أقْصَى غَايَة لَكنا أردنَا أَن نبين خطأهم وضلالهم فِي أَكثر قَوَاعِد دينهم حَتَّى يَتَّضِح للنَّاظِر أَنهم فِي جَمِيع أَحْوَالهم وأعمالهم مبطلون وَأَنَّهُمْ من كل وَجه مضلون
فَنَقُول اعْلَم أَنه لَو تصفح جَمِيع مَا انتحلوه من أديانهم لوجد مَبْنِيا على مَا مثل مَا تقدم من هذيانهم
لَكنا نقتصر من ذَلِك على مسَائِل نباحثهم فِيهَا ونبين ضلالهم وتلاعبهم فِي دينهم فَإِذا فَرغْنَا من هَذَا الْغَرَض ذكرنَا فِي الْفَنّ الثَّانِي جملَة من أَحْكَام شريعتنا ونقتصر من ذَلِك على مَا عابوه علينا مِنْهَا
وَإِنَّمَا فعلنَا ذَلِك لِأَن هَذَا السَّائِل الَّذِي حركنا إِلَى تأليف هَذَا الْكتاب هددنا بِأَن قَالَ فِي كِتَابه إِنِّي أبْعث إِلَى كل بلد كتابا بِنَصّ شريعتكم وَبِكُل مَا نَعْرِف فِيهَا من الْأَقَاوِيل الَّتِي لَا تقدرون على إنكارها فَلَو بصر الله هَذَا الْجَاهِل المغلط بعيوبه لَكَانَ سترهَا وكتمانها أعظم مَطْلُوبه لَكِن جهل فَقَالَ وَحَيْثُ وَجب أَن يسْجد بَال
فَنَقُول يَا هَذَا ألنا يقعقع بالشنان آلآخذ بالحنيفية يدان كلا وَالله فَلَيْسَ مَعَ الشَّمْس سراج وَلَا شجر المرخ من الساج وَهَا نَحن نبتدئ بالمسائل تترى إِن شَاءَ الله تَعَالَى