الحكم بالتنجيس وَالْحكم بِالتَّحْرِيمِ ثمَّ لَو سلمنَا أَنَّهُمَا اسمان للتَّحْرِيم لما كَانَ لتأويلكم السخيف معنى لطيف فلأي معنى تأولتم وقلتم مَا لَا يصلح حمل اللَّفْظ عَلَيْهِ وَلم لم تَقولُوا إِنَّه مَنْسُوخ فَهَذَا خطأ آخر وَجَهل لَا يبوء بِهِ إِلَّا من كَانَ مثلكُمْ فَإِنَّهُ جمع بَين التَّأْوِيل والنسخ وهما متناقضان
فَإِن معنى التَّأْوِيل أَن اللَّفْظ المؤول مَعْمُول بِهِ على وَجه وَمعنى النّسخ أَن الْمَنْسُوخ مَرْفُوع الحكم على كل وَجه غير مَعْمُول بِهِ أصلا
فقد ظهر من الْفَصْلَيْنِ السَّابِقين أَن هَؤُلَاءِ الْقَوْم متحكمون بأهوائهم فِي دين الله تاركون للْعَمَل بِكِتَاب الله وَسنَن رسل الله {وهم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا} {فويل لَهُم مِمَّا كتبت أَيْديهم وويل لَهُم مِمَّا يَكْسِبُونَ}
وَقد نجز غرضنا من الصَّدْر فلنشرع فِي الْفَنّ الأول الْمَوْعُود