طولها ست وستون درجة، طالعها برج الثور، صاحب بنائها الزهرة، لم تلزم في يد من يلي من المسلمين إلى أن استولى عليها الفرنج عند استيلائهم على القدس في سنة اثنين وتسعين وأربعمائة.

فلم تزل في أيديهم إلى أن فتحها الملك الناصر صلاح الدين بالمان على يد حسام الدين محمد بن عمر بن لاجين بعد حصار شديد ومضايقة في جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة. وأقطعها عند فتحها حسام الدين المذكور، وبقيت في يده إلى أن مات فأقطعت لعماد الدين أحمد ابن الأمير سيف الدين المشطوب.

وبقيت في يده إلى أن مات صلاح الدين في سنة تسع وثمانين، وولي ولده الفضل بعده، فخرج عنه جماعة من الأمراء الصلاحية مغاضبين، ولحقوا بالملك العزيز صلاح الدين صاحب مصر، فاقطع نابلس الأمير فارس الدين ميمون القصري وسنقر الكبير الدوادار.

وبقيت في أيديهما إلى سنة اثنين وتسعين، فأضيف ما كان بيد سنقر منها إلى فارس الدين ميمون القصري.

ولم تزل في يد ميمون إلى أن مات العزيز في سنة خمس وتسعين فاسترجعها الملك الفضل، وبقيت في يده إلى أن أخذ الملك العادل مصر وما كان بيده من البلاد الشامية - كما حكيناه قبل - وذلك في سنة ست وتسعين فاقطع ولده الملك المعظم الشام من النبك إلى العريش.

وما زالت في يده إلى أن توفي في ذي القعدة، فصارت نابلس إلى الملك الناصر فيما صار إليه من البلاد. وبقيت في يده إلى أن قصد الملك الكامل الشام في سنة خمس وعشرين. وولي على نابلس، ولم تزل في أيدي نوابه إلى أن أخذ دمشق في شعبان سنة ست وعشرين فأعادها إلى الملك الناصر فيما أعاد إليه من البلاد.

ولم تزل في يده إلى ملك الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل دمشق من الملك الجواد بن مودود في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين. ثم خرج إلى نابلس فاستولى عليها، وقصد الملك الصالح إسماعيل دمشق فأخذها.

فلما بلغ ذلك الملك الصالح نجم الدين، خرج من نابلس يريد استرجاع دمشق، ثم أحس من عسكره نفاقاً، فرجع إلى نابلس، فقبض عليه الملك الناصر داود صاحب الكرك، وحبسه عنده، وولي في نابلس.

وبقي الملك الصالح محبوساً في الكرك إلى أن خرج في شهر رمضان من السنة، وملك مصر في ذي القعدة، ودخل معه إليها الملك الناصر معاضداً له، فخرج الملك الصالح إسماعيل من دمشق في بقية سنة سبع وثلاثين فاستولى على نابلس، وولى فيها.

ولم تزل في يد نوابه إلى أن خرج الملك الناصر من مصر إلى الكرك، فلما حل به راسل الملك الصالح في إعادة نابلس عليه، فأجابه بعد تمنع وتردد.

ولم تزل في يده إلى أن كانت بينه وبين الملك الصالح وحشة، فبعث إليها من أخذها وولي فيها، وذلك في سنة أربعين ثم حصلت بينهما مهادنة وموادعة فأعادها إليه.

ولم تزل في يده إلى أن وطئت الخوارزمية البلاد في سنة اثنين وأربعين، فاخرج الملك الصالح نجم الدين أيوب إليها من استولى عليها. وبقيت في يده إلى ان صالح الملك الناصر في سنة ثلاث وأربعين فأعادها عليه.

فلما ملك الملك الصالح دمشق في هذه السنة، خرجت الخوارزمية عن طاعته واستولوا على نابلس، ثم حصل بينهم وبين الملك الناصر اتفاق فأعدوها عليه.

وبقيت في يده إلى أن كسرت الخوارزمية في المحرم سنة أربع وأربعين، ثم تراجعوا واجتمعوا، وعادوا إلى القدس فملكوه، وملكوا نابلس، فخرج عليهم عسكر الملك الصالح من مصر فكسرهم وأجلاهم عن البلاد وعادت ونابلس إليه.

ولم تزل في يده إلى أن توفي على " المنصورة " من أعمال مصر في شعبان سنة سبع وأربعين وتسعمائة. وملك ولده الملك المعظم، ثم قتل في محرم سنة ثمان فصارت البلاد إلى الملك الناصر صلاح الدين صاحب حلب، فولى في نابلس في جماد الأولى من هذه السنة.

ولم تزل في يده إلى أن هزمه عسكر مصر المعز عز الدين أيبك التركي، وعاد إلى دمشق، فخرج من الكرك ركن الدين خاص ترك الكبير، ومعه عسكر فاستولى على نابلس للملك المغيث ابن الملك العادل ابن الملك الكامل صاحب الكرك.

ومازالت في يده إلى أن خرج الفارس أقطاعي بعسكر من مصر، فدفع عن نابلس عسكر الكرك، واستولى عليها فخرج عليه عسكر الملك الناصر فأزاله عنها، وولى فيها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015