ولما أنفذ «وهريز الديلمي» في ألفي رجل لمعاونة «سيف بن ذي يزن» على الحبشة قال له سيف:
أين يقع هؤلاء من خمسين ألفاً؟ فقال له: يا عربي؛ كثير الحطب يكفيه قليل النار! ورفع إليه أن وكيل نفقاته تزيّد مئونته على المقدر له، فقال:
متى رأيتم نهراً يسقي بستاناً قبل أن يشرب؟! ولما حضره الموت أمر أن يكتب على ناووسه «1» :
ما قدمناه من خير فعند من يحسن الثواب، وما كسبناه من شر، فعند من لا يعجز عن العقاب!
إن أبي قد سبق من قبله، وأتعب من بعده! وقال لبهرام جور:
إياك أن تجمح بك مطية اللّجاج «2» ، فتؤديك إلى التلف.
وقال له أيضاً:
كافر النعمة بين سخط الخالق، وذم المخلوق.
أطع من فوقك يطعك من دونك. وكان يقول:
إذا أردت أن تفتضح، فمر من لا يمتثل أمرك. وكان يقول:
ليس لثلاث حيلة: فقر يمازجه كسل، وعداوة معها حسد، وعلة