ذكره لدلالة "لو" عليه؛ لأن "لو" لا تدخل إلا على الأفعال، ولوجود المفسر، ثم أبدل من الضمير الذي كان متصلًا بالفعل المحذوف ضميرٌ منفصل هو: {أَنْتُمْ} فهذا الضمير فاعل للفعل المحذوف.
ومثله قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} (العنكبوت: 61) أي: خلقهن الله.
وكذلك قول حاتم الطائي عندما لطمته أَمَةٌ قال: لو ذاتُ سوار لطمتني. أي: لو أن امرأةً حرةً هي التي لطمتني. لكان الأمرُ أهونَ عليَّ. وذكروا لذلك قوله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الزمر: 22) فالخبر محذوف بدلالة ما بعده عليه وهو: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} فالتقدير: أَفمَن شرَح اللهُ صدرَه للإسلام فهو على نور مِن ربه كمن قَسَا قلبُه.
هذا، وهناك شواهد عديدة على هذا المجال أسهب الدكتور شفيع السيد في بيانها في مسألة الحذف بعد "لو".
من الأغراض التي ذكروها أيضًا لحذف المسند: ضيق الصدر، ويستشهدون له بقول الشاعر:
ومن يك أمسى بالمدينة رحلُه ... فإني وقيَّار بها لغريب
أي: فإني وقيار لغريب بها، فحذف؛ لدلالة غيره عليه، فهنا الشاعر عندما اشتد ألمه لبعده عن أهله ووطنه، تنفس بهذا البيت، وقد حَذف المسند إلى "قيار" بسبب ضيق صدره، والتقدير: وقيار غريب. وكما يستشهدون له بقول القائل: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض، والرأي مختلف، أي: نحن بما عندنا