وقد قام العالم الهولندي "وليام ديسيتر" بنشر بحث في نفس السنة 1917 م استنتج فيه تمدد الكون انطلاقا من النظرية النسبية ذاتها، ومنذ ذلك التاريخ بدأ الاعتقاد في تمدد الكون يلقى القبول من أعداد كبيرة من العلماء، فقد أجبرت ملاحظات كل من "سليفر" و"ديسيتر" وكل من "هوب" و"هيوماسن" جميع الفلكيين الممارسين وعدد من المشتغلين بالفيزياء النظرية وفي مقدمتهم ألبرت "أينشتاين" نفسه على التسليم بحقيقة توسع الكون، أما مجموعة البحث العلمي بجامعة كومبوردش المكونة من كل من "هرنان جوندي" و"توماس جولد" و"فريد هويل" فقد ظلت إلى مشارف الخمسينيات من القرن العشرين تنادي بثبات الكون، ثم اضطرت اضطرارا إلى الاعتراف بحقيقة توسع الكون المدرك، وسبحان الله الخالق الذي أنزل في محكم كتابه من قبل ألف وأربعمائة من السنين قوله الحق: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات: 47) تشير هذه الآية الكريمة إلى عدد من الحقائق الكونية التي لم تكن معروفة لأحد من الخلق وقت تنزل القرآن الكريم، ولا لقرون متطاولة من بعد تنزله، منها:
أولا: أن السماء بناء محكم التشييد دقيق التماسك والترابط وليست فراغا كما كان يعتقد إلى عهد قريب. وقد ثبت علميا أن المسافات بين أجرام السماء مليئة بغلالة رقيقة جدا من الغازات، التي يغلب عليها غاز الأيدروجين وينتشر في هذه الغلالة الغازية بعض الجسيمات المتناهية في الصغر من المواد الصلبة على هيئة هباءات من غبار دقيق الحبيبات، يغلب على تركيبه ذرات من الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والتيتانيوم والحديد، بالإضافة إلى جزئيات من بخار الماء والأمونيا والفورمالدهيد وغيرها من المركبات الكيميائية، وبالإضافة إلى المادة التي تملأ المسافات بين النجوم، فإن المجالات المغناطيسية تنتشر بين كل أجرام السماء لتربط بينها في بناء محكم التشييد متناسق الأطراف. وهذه حقيقة لم يدركها