هذا الفلكي نفسه "سليفر" من إثبات أن أربعين مجرة قام برصدها تتحرك فعلا في معظمها بسرعات فائقة متباعدة عن مجرتنا سكة التبانة، وعن بعضها البعض. وفي سنة 1929 تمكن "إدوان هيبل" من الوصول إلى الاستنتاج الفلكي الدقيق الذي مؤداه أن سرعة تباعد المجرات عنا تتناسب تناسبا طرديا مع بعدها عنا، والذي عرف من بعد باسم قانون "هيبل"، وبتطبيق هذا القانون تمكن "هيبل" من قياس أبعاد وسرعات تحرك 32 من تلك المجرات الخارجية وسرعة تباعدها عنا، وذلك بمشاركة من عالم كان يعمل معه في مرصد جبل "ويلسون" بولاية كاليفورنيا اسمه "ميلتون هوماسون" وذلك في بحث نشراه معا في سنة 1934 وقد أشار تباعد المجرات عنا وعن بعضها البعض إلى حقيقة توسع الكون المدرك، التي أثارت جدلا واسعا بين علماء الفلك الذين انقسموا فيها بين مؤيد ومعارض، حتى ثبتت ثبوتا قاطعا بالعديد من المعادلات الرياضية والقراءات الفلكية في صفحة السماء.
وفي سنة 1917 أطلق "ألبرت أينشتاين" نظريته عن النسبية العامة لشرح طبيعة الجاذبية، وأشارت النظرية إلى أن الكون الذي نحيا فيه غير ثابت، فهو إما أن يتمدد أو ينكمش وفقا لعدد من القوانين المحددة له، وجاء ذلك على عكس ما كان "أينشتاين" وجميع معاصريه من الفلكيين وعلماء الفيزياء النظرية يعتقدونه انطلاقا من محاولاتهم اليائسة لمعارضة الخلق، وقد أصاب "أينشتاين" الذعر عندما اكتشف أن معادلاته تنبئ رغم أنفه بأن الكون في حالة تمدد مستمر، ولذلك عمد إلى إدخال معامل من عنده أطلق عليه اسم الثابت الكوني ليلغي حقيقة تمدد الكون؛ من أجل الادعاء لثباته واستقراره، برغم دوران الأجرام التي يحتويها، ثم عاد ليعترف بأن تصرفه هذا كان أكبر خطأ علمي اقترفه في حياته.