للحيلولة دون إمكانية رجوعها إلى دين الله، وإمكانية توحدها في زمن التكتلات البشرية الكبيرة الذي نعيشه، ولإحكام المؤامرة ثم غرس كيان صهيوني غريب في قلب الأمة؛ لإفسادها، وإثارة الحروب والقلاقل، والفتن بين أبنائها، ولترسيخ العداوات بين الأشقاء للحيلولة دون توحدهم، وإشاعة الأفكار الهدامة، والسلوكيات المنحطة، والأخلاقيات المنهارة؛ لترسيخ تفتت الأمة والعمل على المزيد من تغريبها لتيسير الهيمنة عليها، ولم يبقَ بأيدي أمة الإسلام في زمن الغربة الذي نعيشه إلا دينها، هذا الدين الخالد الذي لا يرتضي الله من عباده دينا سواه، وهو وسيلة الدفاع الوحيدة التي بقيت بين أيدي مسلمي اليوم، وأوضح وسائله لإقامة الحجةِ على العباد في زمن العلم الذي نعيشه هو الإعجاز العلمي في كتاب الله، وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم.
رابعا: أن كلا من الإسلام والمسلمين يتعرض اليوم لهجوم شرس في كافة وسائل الإعلام بغير حق، وأعداء الله في هجومهم هذا ينكرون سماوية الإسلام ربانية القرآن ونبوة خاتم المرسلين -صلى الله عليه وسلم- في وقاحة، وبجاحة سافرة، وأهم الوسائل وأنجعها للرد على هذا الهجوم هو إثبات الإعجاز العلمي لكتاب الله ولسنة رسوله بالكلمة الطيبة والحجة الواضحة البالغة والمنطق السوي.
خامسا: أن العالم اليوم يتحرك في اتجاه كارثة كبرى، وقودها تطور علمي وتقني مذهل، وانحصار ديني وأخلاقي، وروحي أشد إذهالا، والتطور العلمي والتقني يطغى أصحابه، ويغريهم بإفناء، وإبادة غيرهم في غيبة الوعي الديني الصحيح، والالتزام الأخلاقي والسلوكي الذي يرعى حقوق الأخوة الإنسانية حق رعايتها، والمخرج من ذلك هو الدعوة للدين الحق، ومن أوضح وسائل الدعوة إليه هو ما في كتاب الله، وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- من إعجاز علمي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.