سادسا: أننا معشر المسلمين قصرنا كثيرا في التبليغ عن الله، وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- وقد كلفنا بذلك ونحن نجني ثمار ذلك التقصير كله اليوم حروبا طاحنة على كل أرض إسلامية من فلسطين إلى البلقان، ومنها إلى أرض الشيشان، وكشمير وأفغانستان، وأراكان، وجنوب الفلبين، والسودان، والصومال وغيرها.
ونجني أيضًا حصارا لأكثر من دولة مسلمة، ومصادرة لبلايين الدولارات من أموال المسلمين، واحتلالا عسكريا لكل من أرض فلسطين والعراق وأفغانستان وسبتة ومليلية وجزيرة ليا من الأراضي المغربية، والعديد من الجزر الأسيوية وجزر بحر إيجة التركية، وتضييقا على الملايين من الأقليات الإسلامية ومطاردة المسلمين في كل مكان من أماكن العالم، وإحكام التآمر عليهم وليست جرائم الغربيين البشعة في سجون جوانتانامو وأبو غريب وغيرها من سجون عراقية وأفغانية عديدة إلا صورة مصغرة لما يخفيه الغرب الكافر أو المشرك للمسلمين من مصير.
سابعا: إن في إثارة قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وفي سنة خاتم الأنبياء والمرسلين استنهاض لعقول المسلمين واستثارة للتفكير الإبداعي فيها، وتشجيع على استعادة الاهتمام بقضية العلوم والتقنية التي تخلفت فيها الأمة مؤخرا تخلفا كبيرا، في الوقت الذي تقدمت فيها دول الكفر والشرك والضلال تقدما مذهلا، حتى أصبح كم المعارف المتاحة يتضاعف كل خمس سنوات تقريبا وتقنياتها تجدد مرة كل ثلاث سنوات تقريبا؛ وبذلك أخذت الهوة الفاصلة بيننا وبينهم في مجال العلوم والتقنية تزداد اتساعا وعمقا يوما بعد يوم، وأصبحت مخاطر ذلك علينا تتضاعف مع تزايد تلك الهوة عمقا واتساعا، وعلى المسلمين مسارعة العمل على جبر هذه الهوة بأسرع وقت ممكن، وإحدى وسائلنا في ذلك الاهتمام بقضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.