أولا: أن القرآن الكريم أنزل إلينا لنفهمه والآيات الكونية فيه لا يمكن فهمها فهما صحيحا في إطار اللغة وحده، وذلك لشمول الدلالة القرآنية ولكلية المعرفة التي لا تتجزأ.
ثانيا: أن الدعوة بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية المطهرة هي الوسيلة المناسبة لأهل عصرنا عصر العلم، والتقنية الذي فتن الناس في غالبيته فيه بالعلم، ومعطياته فتنة كبيرة، ونبذوا الدينَ وراء ظهورهم، ونسوه، وأنكروا الخلق والخالق، كما أنكروا البعث، والحساب والجنة والنار وغير ذلك من الأمور؛ لأن هذه الأصول قد شوهت في معتقداتهم تشويها كبيرا ولم تعد مقنعة لهم؛ وعلى ذلك فلم يبقَ أمام أهل عصرنا من وسيلةٍ مقنعة بالدين قدر الإعجازِ العلمي في كتاب الله، وفي سنة خاتم أنبيائه ورسله -صلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين.
ثالثا: الأصل في الحضارات أنها تتكامل فيما بينها ولا تتصارع، ولكن في زمن العولمة الذي نعيشه تحاول الحضارة المادية الغالبة بما فيها من إثم بواح، أو شرك صراح أن تمد بقيمها الهابطة، وأخلاقياتها الساقطة، وماديتها الجارفة على غيرها من الحضارات، وتوظف في ذلك كل ما توفر لها من وسائل الغلبة المادية وأسبابها، وقد أسقط الأعداء من أيدي المسلمين في هذه الأيام كل الوسائل المادية في سلسلة من المؤامرات الطويلة التي بدأت باحتلال غالبية الدول المسلمة، والعمل على تغريبها، ثم السعي الدءوب من أجل إسقاط دولةِ الخلافةِ الإسلامية بعد إنهاكها، وإضعافِهَا حتى تَمَّ إسقاطُهَا في سنة 1924 ميلادية.
وتلا ذلك العمل على تمزيق الأمة إلى أكثر من خمسة وخمسين دولة ودويلة، وعلى نهب كل خيراتها وثرواتها، وتنصيب أنماط من الحكم المتعارضة عليها