كما أن من المهم أن نعرف، أن الأصوات تصل إلى الأذن الداخلية عادة عن طريقين، الطريق الأول: هو طريق الأذن الخارجية ثم الوسطى، والمملو ءا ن بالهواء في الإنسان الطبيعي. الطريق الثاني: هو طريق عظام الجمجمة، فالاهتزازات الصوتية تنتقل بالطريقة الأولى بواسطة الهواء، وتنتقل بالطريقة الثانية بواسطة عظام الجمجمة، وهي ناقلة جيدة للأصوات، ولكن الأذن الخارجية للجنين مملوءة ببعض الألياف وبسائل السلا، ولكن من السوائل هي الأخرى ناقلة جيدة للأصوات، فعند غمر رءوسنا بالماء عند السباحة، نتمكن من سماع الأصوات جيدًا.
من ذلك يتضح أن الجنين يمكنه أن يسمع الأصوات، التي قد تصل إلى أذنيه الداخلية، إما عن طريق الجمجمة، أو عن طريق الأذن الخارجية المملوءة بسائل السلا والأنسجة من الناحية الأخرى، لا يتمكن الجنين من أن يُبصر خلال حياته الجنينية، لا لظلام محيطه فقط، بل لانسداد أجفانه، وعدم نضوج شبكية عينيه، وعدم اكتمال العصب البصري حتى وقت متأخر من حياته الجنينية.
- اكتمال حاستي السمع والبصر:
يمكن للجنين أن يسمع الأصوات بالطريقة الطبيعية بعد بضعة أيام من ولادته، بعد أن تمتصَّ كل السوائل وفضلات الأنسجة المتبقية في أذنه الوسطى والمحيطة بعظيماتها، ثم يصبح السمع حادًّا بعد أيام قلائل من ولادة الطفل. ومن الملاحظ أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يبدأ بسماع الأصوات وهو في رحم أمه، فجميع الحيوانات لا تبدأ بسماع الأصوات إلا بعد ولادتها بفترة، وفيما يلي بعض الأمثلة التي توضح ذلك: