فالإنسان يسمع الأصوات قبل ولادته، بأكثر من ست ة عشر أسبوعًا، وخنزير غينيا بعد ولادته بحوالي خمسة إلى ست ساعات، والقط يسمعها بعد ولادته بحوالي خمسة إلى ستة أيام، والأرنب يسمعها بعد ولادته بسبعة أيام، والكلب يسمعها بعد ولادته بعشرة أيام.
أما حاسة البصر فهي ضعيفة جدًّا عند الولادة؛ إذ تكاد أن تكون معدومة، ويصعب على الوليد تمييز الضوء من الظلام، ولا يرى إلا صورًا مشوَّشة للمرئيات، وتتحرك عيناه دون أن يتمكن من تركيز بصره وتثبيته على الجسم المنظور، ولكنه يبدأ في الشهر الثالث أو الشهر الرابع، تمييز شكل أمه أو قنينة حليبه وتتبُّع حركاتهما، وعند الشهر السادس يتمكن من تفريق وجوه الأشخاص، إلا أن الوليد في هذا السن يكون بعيد البصر، ثم يستمر بصره على النمو والتطور حتى السنة العاشرة من عمره.
- تطور المناطق السمعية والبصرية المخية:
لقد ثبت الآن أن المنطقة السمعية المخية تتطور وتتكامل وظائفها قبل مثيلتها البصرية، وقد أمكن تسجيل إشارات عصبية سمعية من المنطقة السمعية لقشرة المخ عند تنبيه الجنين بمنبه صوتي في بداية الشهر الجنيني الخامس، وتحفز الأصوات التي يسمعها الجنين خلال النصف الثاني من حياته الجنينية، هذه المنطقة السمعية لتنمو وتتطور وتتكامل عضويًّا ووظائفيًّا، ومن الناحية الأخرى لا تنبه المنطقة البصرية للمخ، في هذه الفترة بأي منبهات، ولذلك فهي لا تتطور كثيرًا ولا تنضج ولا تتكامل، فمن المعلوم فسيولوجيا أن المنبهات النوعية التي ترد أيَّ طريق عصبي حسي، تحفزه على النمو والنضوج، وبهذه الطريقة يحفز