أصل الأنهار والينابيع وكيفية معالجة القرآن الكريم للموضوع:

إن المياه الجوفية في حالة حركة دائمة وإن كانت بطيئة جد ًّ ا، وشبكات الأنهار تحصل على مائها عادة من سقوط الأمطار فوق منطقة كبيرة تعرف بمستجمع الأمطار، إن هذا الشرح لأصل الينابيع والأنهار أصبح معروفًا جدًّا ومفهومًا الآن، ولكنه مختلف عما كان في الماضي؛ فبينما كان الفلاسفة والدارسون للعلم يتفكرون في نظرياتهم المختلفة أنزل الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} (المؤمنون: 18) فتخبرنا الآية أن مياه الأمطار تتسلل وتتخلل في التربة، ويمكنها أيضًا أن تصير مياهًا جوفية حيث يمكن أن تمكث بضعة أسابيع أو بضعة آلاف من السنين، وكلمة " سكن " تعني الهدوء والاستقرار وهو أفضل وصف للمياه الجوفية التي ت بدو مستقرة في الأعمال35:19 في الأعماق المظلمة للأرض دون حركة.

وتعطي آية آخرى في القرآن الكريم بيانًا واضحًا جدًّا عن أصول الينابيع والأنهار، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ} (الزمر: 21)، فالتعبير بقوله: {فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ} في الآية مأخوذ من سلك ونبع، ومعنى سلكه أدخله وجعله يمضي، ومعنى نبع تفجر، ولذلك سميت العين ينبوع ًا، والينابيع هي القنوات والممرات المائية في باطن الأرض، أو الثغرات التي يتفجر منها الماء ويخرج إلى سطح الأرض على شكل جداول وأنهار وعيون، وهكذا يصف القرآن بدقة أن الينابيع والأنهار تأتي من تساقط المطر الذي يتخلل الأرض أولًا.

القدر الكافي من الماء للحيا ة:

تبدو كمية مياه الأمطار التي تسقط على الأرض قليلة جدًّا إذا ما قورنت بكميات المياه المالحة غير القابلة للشرب؛ إلا أنه بعد دراسة موارد المياه العالمية اتضح أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015