الإنسان لديه مياه تكفيه لاحتياجاته، وهذه هي إحدى آيات الله، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ * وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} (الحجر: 21، 22)، فالله تعالى يعلم حاجات عباده فيرسل إليهم مقادير كافية من رحمته، وإذا قل المطر أو زادت نسبته فإنه يذكرنا بأننا لا نستطيع لأنفسنا شيئًا، وأن الله تعالى هو القادر على كل شيء.
الله هو الذي ينزل الأمطار:
إ ن الدورة المائية كلها دقيقة جد ًّ اومتوازنة، وأي اختلاف بسيط يؤدي إلى اضطرابات رئيسية، والإنسان في الواقع هو سبب تلك الاضطرابات من خلال إدخال غاز ات ثاني أكسيد الكبريت في الجو التي تؤدي إلى سقوط الأمطار الحمضية الضارة، وإذا كان الإنسان بقوته المحدودة يمكن قلب موازن الأشياء فماذا عن الله وقوته؟! وليس من المستغرب أن يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ} (الواقعة: 68 - 70).
استنتاجات ومناقشات:
لم يظهر الفهم الدقيق للدورة المائية إلا منذ أربعة قرون تقريبًا ب ينما تحدث القرآن عن العديد من النظريات عن الدورة المائية، وليس من الواضح مدى دراسة العرب أنفسهم للدورة المائية وما هي نظرياتهم تمامًا، والتي لا يمكن أن تكون أكثر تقدمًا من نظريات الفلاسفة اليونانيين والرومان، وإ نها حقًّا لمعجزة أن ترد في القرآن الكريم هذه الأوصاف الدقيقة منذ أربعة عشر قرنًا، والتي تعد اليوم من المعارف الحضارية والعلوم الضرورية في حياة الناس.