كانت في بدء خلق الأرض على درجة من السرعة والعنف لا تسمح لتربة أن تتجمَّع، ولا لنبتة أن تنبت، ولا لحيوان أو إنسان أن يعيش، خاصة وأن سرعة دوران الأرض حول محورها كانت في القديم أعلى من معدلاتها الحالية بكثير، لدرجة أن طول الليل والنهار معًا عند بدئ خلق الأرض كان يُقدر بأربع ساعات فقط، وأن عدد الأيام في السنة كان أكثر من ألفين ومائتين يوم، وهذه السرعة الفائقة لدوران الأرض حول محورها كانت بلا شكّ تزيد من سرعة انزلاق ألواح الغلاف الصخري للأرض فوق نطاق الضعف الأرض، وهي تُدفع أساسًا ب ظاهرة اتساع قيعان البحار، والمحيطات، وبملايين الأطنان من الصهارى الصخرية والحمم البركانية المندفعة عبر صدوع تلك القيعان، وبتسارع حركة ألواح الغلاف الصخري للأرض تسارعت الحركات البانية للجبال، وبتسارع بنائها هدأت حركة هذه الألواح وهيئت الأرض لاستقبال الحياة.
وقبل مقدم الإنسان كانت غالبية ألواح الغلاف الصخري للأرض قد استقرت؛ لكثرة تكون السلاسل والمنظومات الجبلية، وأخذت الأرض هيئتها لاستقبال هذا المخلوق المقرر الذي حمَّله الله تعالى أمانة ومسئولية الاستخلاف في الأرض.
بعد ذلك نأتي إلى عنصر آخر؛ وهو تثبيت الحبال لكوكب الأرض:
تسائل العلماء عن إمكانية وجود دور الجبال في اتزان حركة الأرض ككوكب، وجعلها قرارًا صالحًا للحياة، وجاء الرد بالإيجاب؛ لأنه نتيجة لدوران الأرض حول محورها فإن القوة الطاردة المركزية الناشئة عن هذا الدوران تبلغ ذروتها عند خط استواء الأرض، مما يؤدِّي إلى التقليل من دور الجاذبية والعكس تمامًا يتم عند القطبين، ولذلك فإن الأرض انبعجت قليلًا عند خط الاستواء؛ حيث تقلُّ