قوة الجاذبية، وتطغى القوة الطاردة المركزية، وتفلطحت قليلًا عند القطبين؛ حيث تطغى قوة الجاذبية، وتتضاءل القوة الطاردة المركزية.
ونتيجة لاستمرار هذه العمليات، فإن طول قُطر الأرض الاستوائي يزداد باستمرار، بينما يقلُّ طول قطرها القطبي، وإن كان ذلك يتم بمعدلات بطيئة جدًّا إلا أنه قد أخرج الأرض عن شكلها الكروي إلى شبه كروي، وشبه الكره لا يمكن لها أن تكون منتظمة في دورانها حول محورها؛ لأن الانبعاج الاستوائي للأرض يجعل محور دورانها يغيِّر اتجاهه رويدًا رويدًا في حركة معقدة مردُّها إلى تأثير جاذبية أجرام المجموعة الشمسية، وبخاصة الشمس والقمر على الأرض، وتُعرف هذه الحركة باسم الحركة البدارية، أو حركة الترن ح والبدارية، وتنشأ هذه الحركة عن ترنّح الأرض في حركة بطيئة تتمايل فيها من اليمين إلى اليسار بالنسبة إلى محورها العمودي الذي يكون لولبيًّا دون أن يُشير طرفاه الشمالي والجنوبي إلى نقطة ثابتة في الشمال أو في الجنوب.
ونتيجة للتقدم أو التقهقر فإن محور دوران الأرض يرسم بنهايته دائرة حول قطب البروج تتمّ في فترة زمنية قدرها حوالي 62 ألف سنة من سنيننا ومن السنين التي نعرفهويتبع ترنُّح الأرض حول مدارها مسارًا متعرجًا بسبب جذب كلٍّ من الشمس والقمر للأرض، وتبعًا للمتغيرات المستمرة في مقدار واتجاه القوة البدارية لكل منهما، ويؤدي ذلك إلى ابتعاد الدائرة الوهمية التي يرسمها محور الأرض أثناء دورانها وترنحها، فتتحول إلى دائرة مؤلفة من أعداد من الأقواس المتساوية التي يبلغ عددها في الدورة الكاملة 1400 ذبذبة، ويستغرق رسم القوس الواحد 18.6 سنة أي: أن هذه الدائرة تتمُّ في حوالي 62 ألف سنة وتسمى باسم حركة الميثان.