يتجمَّع في هذا الجب كم هائل من الرسوبات البحرية التي تتضاغط وتتلاحم، مكونة تتابعات سميكة جدًّا من الصخور الرسوبية، ويتبادل مع هذه الصخور الرسوبية ويتداخل فيها كمٌّ هائل من الصخور النارية التي تعمل على تحوُّل أجزاء منها إلى صهور متحولة.
وتنتج الصخور البركانية عن الانصهار الجزئي لقاع المحيطات المندفع هابطًا تحت القارة، وتنتج الصخور المتداخلة عن كل من الصهارى الناتجة عن هذا الهبوط، وعن الإزاحة من نطاق الضعف الأراضي بدخول اللوح الهابط فيه.
هذا الخليط من الصخور الرسوبية والنارية والمتحولة يُكشط باستمرار من فوق قاعِ المحيط الهابط بحركته المستمرة تحت اللوح الصخري الحامل للقارة، فيُطوى، ويتكسر هذا السمك الهائل من الصخور الرسوبية والنارية والمتحولة، ويضاف إلى حافة القارة مكونًا سلسلة، أو عددًا من السلاسل الجبلية ذات الجذور العميقة التي تربط كتلة القارة بقاع المحيط؛ فتهدّئ من حركة اللوحين، وتعين على استقرار اللوح الصخري الحامل للقارة استقرارًا، ولو جزئيًّا يسمح بإعماره، وتتوقف حركة ألواح الغلاف الصخري للأرض بالكامل عندما تصل دورة ب ناء الجبال إلى نهايتها حين تتحرك قارتان مفصولتان بمحيط كبير في اتجاه بعضهما البعض حتى يستهلك قاع المحيط كاملًا بدخوله تحت إحدى القارتين حتى تصطدما، فيتكون بذلك أعلى السلاسل الجبلية ارتفاعًا، كما حدث عند ارتطام اللوح القاري الحامل للهند للوح القاري الحامل لقارتي آسيا وأوروبا، ونتج عن ذلك الارتطام تكون سلسلة جبال هملايا.
من هنا اتضح دور الجبال في إرساء ألواح الغلاف الصخري للأرض وتثبيتها، ولولا ذلك ما استقامت الحياة على سطح الأرض أبدًا؛ لأن حركة هذه الألواح