منها ما دلّ عليه الله بقوله تعالى: (أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) [النساء: 82]، ومن وجوه صدقه حفظه من التبديل والتغيير طيلة هذه القرون، ومن وجوه صدقه كونه حقّا في كل أموره كما قال تعالى: (إنّ الّذين كفروا بالذّكر لمّا جاءهم وإنّه لكتاب عزيز (41) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) [فصلت: 41 - 42] إلى غير ذلك من وجوه الصدق الكثير التي سماها بعض العلماء (وجوه الإعجاز) كما فعل السيوطي (ت:911) في كتابه (معترك الأقران في إعجاز القرآن). ص 15 - 16

20 - إذا ثبت الإعجاز العلمي فهو فرع عن الإعجاز القرآني، وبهذا يكون من علوم القرآن. ص19.

21 - إنّ الإعجاز العلمي يدخل في ما يسمى بالإعجاز الغيبي، وهو فرع منه، إذ مآله الإخبار بما غاب عن الناس فترة من الزمن، ثمّ علمه المعاصرون.

وإذا تحقّق ذلك، فليعلم أنّ هذا النوع من الإعجاز ليس مما يختص به القرآن وحده، بل هو موجود في كل كتب الله السابقة؛ لأنّ الإخبار في هذه الكتب عن الحقائق الكونية لا يمكن أن يختلف البتة.

22 - إن كتب الله السابقة توافق القرآن في جميع ما يتعلق بوجوه الإعجاز المذكورة عدا ما وقع به التحدي. ص20

23 - إن قصارى الأمر في مسألة الإعجاز العلمي أن الحقيقة الكونية التي خلقها الله = وافقت الحقيقة القرآنية التي تكلم بها الله، وهذا هو الأصل؛ لأنّ المتكلم عن الحقيقة الكونية المخبر بها هو خالقها، فلا يمكن أن يختلفا البتة. ص20

طور بواسطة نورين ميديا © 2015