الصَّحِيحِ. ثُمَّ لَمَّا طَالَبَهُمْ (?) لِسَانُ الْحَالِ بِالْحُجَّةِ، أخذوا كلام المجيب وهم لا يعلمونه (?)، وقوَّلوه مَا لَا يَرْضَى بِهِ العلماءُ، وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ فِي كَلَامٍ آخَرَ؛ إِذ سُئِلَ عن ذكر فقراء زماننا، فأَجاب بأَن الغالب في (?) مجالس الذكر المذكورة في الأَحاديث أَنها هِيَ (?) الَّتِي يُتْلَى (?) فِيهَا الْقُرْآنُ، وَالَّتِي يُتَعَلَّم فِيهَا الْعِلْمُ وَالدِّينُ، وَالَّتِي تُعمر بِالْوَعْظِ (?) وَالتَّذْكِيرِ بِالْآخِرَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ؛ كَمَجَالِسِ (?) سُفْيَانَ الثوري، والحسن، وابن سيرين، وأَضرابهم.
وأما (?) مَجَالِسُ الذِّكْرِ اللِّسَانِيِّ: فَقَدْ صُرِّح بِهَا فِي (?) حَدِيثِ الْمَلَائِكَةِ السَّيَّاحين (?)، لَكِنْ لَمْ يُذكر فِيهِ جهر (?) بِالْكَلِمَاتِ، وَلَا رَفْعَ أَصوات، وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ. لَكِنَّ الأَصل الْمَشْرُوعَ إِعلان الْفَرَائِضِ وَإِخْفَاءُ النَّوَافِلِ، وأَتى بِالْآيَةِ، وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا *} (?)، وَبِحَدِيثِ: "أَربعوا عَلَى أَنفسكم" (?). قَالَ: وفقراءُ الْوَقْتِ قد تحيَّزوا (?) بآيات (?)،