أخبرنا الصولي قال أخبرنا البر القاضي قال: رأيت امرأة بالبادية، وقد جاء البرد فذهب بزرع كان لها، فجاء الناس يعزونها، فرفعت رأسها إلى السماء، وقالت: اللهم أنت المأمول لأحسن الخلف، وبيدك العوض عما تلف، فافعل ما أنت أهله، فإن أرزاقنا عليك، وآمالنا منصرفة إليك.

قال: فلم أبرح حتى مر رجل من الأملاك، فحدث بما كان لها، فوهب لها خمسمأة دينار. (?).

لقد أحسنت الظن بالله معتصمة بربها مع دعاء وتضرع ففرج الله عنها.

الموقف السابع:

ذكر المدايني في كتابه: قال أبو سعيد، وأنا أحسبه الأصمعي: نزلت يوما بحي من كليب مجديين، قد توالت عليهم سنون، موَّتت الماشية، ومنعت الأرض خروج نباتها، وأمسكت السماء قطرها، فجعلت أنظر إلى السحابة ترتفع من ناحية القبلة سوداء متقاربة، حتى تطبق الأرض، ويشرف لها الحي ويرفعون أصواتهم بالتكبير.

فلما كثر ذلك، خرجت عجوز منهم فعلت شرفًا، ثم نادت بأعلى صوتها: يا ذا العرش، اصنع كيف شئت فإن أرزاقنا عليك.

فما نزلت من موضعها، حتى تغيمت السماء، فمطرت مطرًا كاد أن يغرقهم، وأنا حاضر. (?).

الموقف الثامن:

قال المدايني في كتابه، إن أعرابية كانت تخدم نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت كثيرًا ما تتمثل بهذا البيت:

ويوم الوشاح من تعاجيب ربّنا ... ألا إنه من ظلمة الكفر أنجاني

فقيل لها: إنك لتكثرين التمثل بهذا البيت، وإنا نظنه لأمر، فما هو؟ قالت: أجل، كنت عسيفة {أجيرة} على قوم من البادية. فجاءت جارية منهن فاختطفت وشاحَها عقابٌ {نوع من الطيور الجارحة} ونحن لا ندري. فقلت: إن الوشاح أنت صاحبته فحلفت واعتذرت فأبين قبول قولي واستدعين الرجال فجاؤا وفتشوني فلم يجدوا شيئًا، فلما خفت الشر رفعت رأسي إلى السماء فقلت: "يا رب أغثني" فمرت العقاب فطرحته بيننا، فندموا، وقالوا: ظلمنا المسكينة، وجعلوا يعتذرون إلى، فما وقعت في كربة إلا ذكرت ذلك، وهو يوم الوشاح، (?).

الموقف التاسع:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015